عن أبي هريرةرضي اللَّه تعالى عنه قال: " قلنا يا رسولاللَّه : مما خُـلقت الجنة؟قال : منالماءقلنا : أخبرنا عن بناء الجنة؟قال : لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها: أي طينها، المسكالأذفر وترابها الزعفران وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، ومن يدخلها ينعم ولا ييأس ويخلدولا يموت ولا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابهثمقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم : ثلاث لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم، فإنها ترفعفوق الغمام فينظر الرب جلّ جلاله فيقول: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين". و عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالىعنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ولايقطعها، اقرءوا إن شئتم{وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}وفي الجنة مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر اقرءوا إن شئتم{فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِأَعْيُنٍ}الآية. ولموضع سوط في الجنة خيرُ من الدنيا وما فيها، اقرءوا إنشئتم{فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْفَازَ}. وعن ابن عباسرضي اللَّه عنهما أنه قال: " إن في الجنة حوراء يقال لها لعبة خلقت من أربعة أشياء: من المسك والعنبر والكافوروالزعفران، وعجن طينها بماء الحيوان، فقال لها العزيز كوني فكانت، وجميع الحور عشاقلها، ولو بزقت في البحر بزقة لعذب ماء البحر، مكتوب على نحرها: من أحب أن يكون لهمثلي فليعمل بطاعة ربي ". وقالمجاهد:أرض الجنة من فضةوترابها مسك وأصول شجرها فضة وأغصانها لؤلؤ وزبرجد والورق والثمر تحت ذلك، فمن أكلقائماً لم يؤذه ومن أكل جالساً لم يؤذه، ومن أكل مضطجعاً لم يؤذه ثم قرأ{وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً}يعني قربت ثمرتها حتىينالها القائم والقاعد. وعن أبي هريرةرضي اللَّه عنه قال: والذيأنزل الكتاب على محمد صلى اللَّه عليه وسلم إن أهل الجنة ليزدادون جمالاً وحسناًكما يزدادون في الدنيا هرماً،و عن صهيب أنرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: " إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهلالنار النار نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند اللَّه موعداً يريد أن ينجزكموه،فيقولون ما هو؟ألم يثقل موازيننا ويبيضوجوهنا وأدخلنا الجنة وأخرجنا من النار؟قال فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالذي نفسي بيده ما أعطاهم شيئاً هو أحب إليهم من النظر إليه". وروى أنس بن مالك رضي اللَّه عنهقال "جاء جبريل إلى النبي صلىاللَّه عليه وسلم بمرآة بيضاء فيها نكتة سوداءفقال النبي صلى اللَّه عليهوسلم: يا جبريل ما هذه المرآةالبيضاء؟قال:هذه الجمعة وهذه النكتة السوداء الساعة التي تقوم فيالجمعة قد فضلت أنت بها وقومك على من كان قبلك، فالناس لكم فيها تبع: يعني اليهودوالنصارى، وفيها ساعة لا يوافقها مؤمن يسأل اللَّه تعالى من خير إلا استجاب اللَّهله ولا يستعيذه من شر إلا أعاذه منه. قال: وهي عندنا يوم المزيد. قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: وما يوم المزيد؟قال : إن ربك اتخذ وادياً في الفردوس فيه كثيب من مسك فإذاكان يوم الجمعة حفت بمنابر من نور عليها النبيون، وحفت بمنابر من ذهب مكللةبالياقوت والزبرجد عليها الصديقون والشهداء والصالحون، وينزل أهل الغرف فيجلسون منورائهم على ذلك الكثيب، فيجتمعون إلى ربهم فيحمدونه ويثنون عليهفيقول اللَّه تعالىلهم: سلوني؟فيقولون: نسألك الرضا،فيقول : قدرضيت عنكم رضاءً أحلكم داري وأنيلكم كرامتي، فيتجلى لهم حتى يرونه فليس يوم أحبإليهم من يوم الجمعة لما يزيدهم من الكرامة" وروى في خبرآخر: "إناللَّه تعالى يقول لملائكته: أطعموا أوليائي، فيؤتى بألوان الأطعمة فيجدونلكل لقمة لذة غير ما يجدون للأخرى، فإذا فرغوا من الطعاميقول اللَّه تعالىلهم: أسقوا عبادي، فيؤتى بأشربةفيجدون لكل نفس لذة بخلاف الأخرى، فإذا فرغوايقول اللَّه تعالىلهم: أنا ربكم قد صدقتكم وعديفسألوني أعطكم؟قالوا: ربنا نسألك رضوانك مرتين أو ثلاثاً،فيقول: قدرضيت عنكم ولدي المزيد، اليوم أكرمكم بكرامة أعظم من ذلك كله فيكشف الحجاب فينظرونإليه ما شاء الله، فيخرون له سجداً فكانوا في السجود ما شاء الله، ثم يقول لهمارفعوا رؤوسكم ليس هذا موضع عبادة،فينسون كل نعمة كانوافيها، ويكون النظر أحب إليهم من جميع النعم، ثم يرجعون فتهيج ريح من تحت العرش علىتل من مسك أبيض فينثر ذلك على رؤوسهم ونواصي خيولهم، فإذا رجعوا إلى أهليهم يرونهمأزواجهم في الحسن والبهاء أفضل مما تركوهنفيقوللهم أزواجهم: إنكم قد رجعتم على أحسنما كنتم. وقالعكرمة: أهل الجنة كأمثالأولاد ثلاث وثلاثين سنة رجالهم ونسائهم، والقامة ستون ذراعاً على قامة أبيهم آدمعليه الصلاة والسلام شباب جرد مرد مكحولون، عليهم سبعون حلة تتلون كل حلة في كلساعة سبعين لوناً فيرى وجهه في وجهها: يعني في وجه زوجته، وفي صدرها وفي ساقها وترىهي وجهها في وجهه وصدره وساقه، ولا يبزقون ولا يتمخطون وما كان فوق ذلك من الأذىفهو أبعد. وروي فيالخبر"أنه لو اطلعت امرأة من أهل الجنة كفها من السماء لأضاءت ما بينالسماء والأرض" عن زيد بن أرقمقال: "جاء رجل من أهل الكتابإلى النبي صلى اللَّه عليه وسلمفقال : يا أبا القاسم أتزعم أن أهل الجنةيأكلون ويشربون؟فقال : نعم والذي نفسي بيده إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في الأكلوالشرب والجماع" قال: فإن الذي يأكل ويشرب ويكون له حاجةوالجنة طيبة ليس فيها أذىقال: حاجة أحدهمعرق هو كريح المسك" عن أبي الأشرسعن معتب بن سمى في قول اللَّه تعالى{طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ}قال: طوبى شجرة في الجنة ليس في الجنة داراً لا يظلها غصنمن أغصانها فيه ألوان الثمار، ويقع عليها طير كأمثال البخت فإذا اشتهى أحدهم طيراًدعاه فوقع على خوانه وأكل من أحد جانبيه قديداً ومن الأخر شواء ثم يعود طيراًفيذهب. وروى عن أبي هريرة رضي اللَّه عنهأن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: "أول زمرة تدخل الجنة من أمتي علىصورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على صورة أشد نجم في السماء إضاءة، ثم همبعد ذلك على منازل لا يبولون ولا يتغوطونولا يبزقون ولا يتمخطون، أمشاطهمالذهب ومحامرهم الألوة: أي العود. ورشحهم المسك وأخلاقهم على خلق رجل واحد، على طولأبيهم آدم عليه الصلاة والسلام ستون ذراعاً" وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "إن أهل الجنة شبان جرد مرد ليس لهم شعر إلا في الرأس والحاجبينوأهداب العينين يعني ليس لهم شعر عانة ولا شعر إبط، طول آدم ستون ذراعاً، على مولدعيسى ابن مريم ثلاثة وثلاثين سنة، بيض الألوان خضر الثياب يضع أحدهم مائدة بين يديهفيقبل طائر فيقول يا ولي اللَّه أما إني قد شربت من عين السلسبيل ورعيت منرياضالجنة تحت العرش وأكلت من ثمار كذا طعم أحدالجانبين مطبوخ وطعم الجانب الآخر مشوي، فيأكل منها ما شاء وعلى الولي سبعون حلةليس فيها حلة إلا على لون آخر، في أصابعهم عشرة خواتيم كتبعلى الأول{سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ}وفي الثاني{ادْخُلُوهَا بِسَلامٍآمِنِينَ}وفيالثال