هل بدأت معركة النهاية مع السرطان ....لقاح جديد يعطي الامل
في كشف علمي مذهل يبشر بتطوير أساليب جديدة وطرق مبتكرة تساعد الأطباء كثيراً في إيجاد علاج مناسب للأشخاص الذين يعانون من السرطان, تمكن علماء من التشيك من تطوير لقاح جديد ضد السرطان, تكمن خصوصيته في أنه يقضي خلال وقت قصير على الخلايا المصابة ولا يلحق الأذى بالخلايا المعافية, كما أنه على عكس العلاج الكيماوي لا يدمر نظام المناعة في الجسم. وأوضح العلماء أنه تم تجربة المستحضر الجديد الذي يحمل تسمية (ج اس 9219) على كلاب مصابة بأمراض سرطانية في العنق والمعدة فاختفت الأورام السرطانية منها خلال ستة أيام. وأشار زدينييك هافلاس مدير معهد الكيمياء العضوية التابع لأكاديمية العلوم التشيكية, إلى أن شركة جيليد الأمريكية للأدوية التي ساهمت في الأبحاث التي جرت في معهده, قد بدأت تجرب اللقاح على آلاف المرضى في الولايات المتحدة بهدف التعرف على التأثيرات الجانبية للدواء. وأضاف هافلاس أنه لم يتم بعد التعرف على السبب الذي يجعل اللقاح يؤثر على الخلايا المصابة ويترك السليمة, ويرى أنه عندما يتم حل هذا اللغز من سيكون بإمكان الأطباء تحقيق حلمهم الكبير وهو كيفية معالجة السرطان, لأن هذا السر هو الذي يفتح الباب أمام معالجة الأشكال المختلفة من مرض السرطان. وفي سياق متصل كشفت دراسة أمريكية حديثة عن امكانية وقف انتشار الخلايا السرطانية خلال الجسم, من خلال توجيه بروتين معين يساعد الخلايا على الالتحام والتماسك في بعضها البعض, حيث أن عملية انتشار السرطان من ورم أولي إلى أجزاء أخرى من الجسم والمسماة (بالتحول التبصيري), تعني في الغالب وجود القليل من الأمل لإنقاذ هذا المريض. وقد قام فريق من علماء الميكروبات بجامعة كاليفورنيا, بتعديل لأحد البروتينات الموجودة طبيعياً في الجسم البشري لعرقلة هذه العملية المميتة وتجربته على نماذج من سرطان ثدي عند الفئران. وأوضح جارفيز أنه تمكن وبشكل ملحوظ تقليل انتشار المرض وإنقاص نمو الورم دون أي دليل على التسمم. وفي محاولة للاعتماد أكثر على الطبيعة لمواجهة هذا المرض, عثر فريق من العلماء على علاج واعد مستخلص من حيوان بحري يعيش في البحر الكاريبي يعرف باسم (بيخ البحر). وأوضح الدكتور بروس شابنار, أختصاصي الأورام في كلية هارفارد الطبية, أن هذا الحيوان هو أحد السلالات البحرية المفرزة للسموم, وهذه السموم هي التي تقتل الخلايا السرطانية, لذا تم تصنيع عقار جديد من المستخلصات النسيجية لهذا الحيوان اطلق عليه اسم (743-ET). وقد أظهرت الدراسات أن هذا العقار يقلص الأورام عند 10 في المئة من المرضى ويجعلها مستقرة ويمنع انتشارها عند 30 في المئة منهم, كما يمنع عودة السرطان وظهوره من جديد.
ويتم حالياً اختبار عقار (743-ET) على المريضات المصابات ب (سرطان المبيض) على الرغم من أنه يسبب عدداً من الآثار الجانبية السامة, وخصوصاً على الكبد والنخاع العظمي, إلى جانب إصابة المرضى بالإجهاد والضعف العام. واستطاعت مراكز البحوث المصرية الكشف عن أسلوب جديد لتشخيص الأمراض السرطانية, وذلك عن طريق دلالات الأورام التي أصبح استخدامها أحدى الطرق المهمة في تحديد نوعية الورم والتفريق بين الأورام المتشابهة, وذلك باستخدام تقنية هستوكيمياء المناعة. وأشارت الدكتورة نجلاء فتحي عباس أستاذ الباثولوجي بقسم العلوم الطبية بالمركز القومي للبحوث المصري, إلى أن التشخيص الهستوباثولوجي لم يعد هو وسيلة التشخيص الوحيدة بعد اكتشاف هذه الطرق المستحدثة, والتي يمكنها كذلك تعديل لغة الحوار للخلايا السرطانية حتى تعود إلى حالتها الطبيعية لمواجهة السلوك العدواني للأورام الخبيثة. ومن جهة أخرى تمكن علماء أمريكيون من تطوير تقنية جديدة تعتمد على استخدام الخلايا الجذعية لنقل عقاقير السرطان إلى الأورام مباشرة. وأشار الباحثون إلى أن هذه الطريقة تعتمد على استخدام علاج (انترفيرون- بيتا) المضاد للسرطان, الذي يسبب تأثيرات جانبية سامة عند استخدامه بالطريقة التقليدية. وقد تم تعديل الخلايا الجذعية لترجمة جين تلك المادة العلاجية لتقوم هذه الخلايا المبرمجة باستهداف خلايا السرطان البشرية المزروعة في الفئران دون غيرها, فلا يسبب هذا النقل المستهدف تأثيرات جانبية كثيرة, وبذلك يبقى الدواء في الورم لفترات زمنية أطول. وأوضح الباحثون أن الفئران التي زرعت فيها خلايا سرطان الثدي البشري وتم علاجها بالخلايا الجذعية المعدلة, قد عاشت حوالي 60 يوماً, بينما عاشت الفئران التي تلقت (الانترفيرون- بيتا) وحده 41 يوماً, في حين بقيت الفئران غير المعالجة على قيد الحياة ل37 يوماً فقط, مشيرين إلى أن التجارب السريرية على البشر ستبدأ قريباً.